أكد ممثلو المرجعية وفضلاء الحوزة العلمية أن فتوى المرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي هي من انقذت العراق من الانهيار، وان نظرة المرجعية لشكل الدولة تنطلق من خصوصية عراقية لا تشبه ولاية الفقية بنهجها الديني ولا مدنية غربية منسلخة من القيم والاخلاق.
جاء ذلك خلال الأمسية الختامية للموسم الرمضاني الخامس والتي أقامها المعهد العراقي لحوار الفكر مساء السبت, 9 رمضان المبارك, الموافق 27 حزيران, بمكتب الشيخ همام حمودي بعنوان (المرجعية وشؤون الامة)، واستضاف خلالها السيد عز الدين الحكيم نجل سماحة المرجع الحكيم، والسيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي.
وخلال كلمة له في الأمسية أكد السيد عزالدين الحكيم أن أقوى مرتكزات المجتمع هو المرجعية, وهي لا تكون مفروضة على المجتمع بل تنمو بمرور الزمن من خلال تصديها لشؤون الناس وحرصها على الأمة.
وأضاف أن “من المبادئ الرئيسية للمرجعية هو الحرص على عدم إلغاء المشتركات مع الاخر”.
وتحدث السيد الحكيم عن عدد من المشاكل التي عجزت الدولة عن حلها وكيف ان المرجعية تصدت وسدت الفراغ، معتبرا فتواها بالجهاد الكفائي هي ما أنقذ العراق من الانهيار، واسترسل متحدثا عن دور المرجعية في تقديم مشاريع ونشاطات وتوفير الدعم والتبرعات للمتضررين, كما تطرق للضرر الذي تخلفه الجماعات الارهابية من قتل وتهجير وزيادة في أعداد الأرامل والأيتام.
ودعا السيد عز الدين الحكيم إلى تدويل قضية إبادة الشيعة مؤكدا أنهم “لم يستطيعوا أن يدافعوا عن حقهم كطائفة تستحق حرية الرأي والاعتقاد بوجه حملة الاستنزاف والإبادة التي تمارس بحقهم”.
بدوره تحدث السيد علاء الموسوي تحدث عن دور المرجعية في حفظ نظام الأمة، موضحا أن “مصطلح حفظ النظام ورد في الكتب الفقهية بمعنى حفظ المجتمع من الانهيار في الجوانب المتعددة التي تحفظ أمنه, وهو واجب أجمع عليه الفقهاء”. وأشار السيد الموسوي للانتفاضة الشعبانية وسقوط عدد من المحافظات بأيدي المواطنين, وكيف أن المرجع الديني آية الله العظمى السيد الخوئي شعر أن نظام الحياة في البلد مهدد فقام بتشكيل لجنة من العلماء الأكابر لإدارة أمور النجف والسيطرة على الأمن والاقتصاد وغيرها.
وقال الموسوي إن “المرجعية لا تتدخل في كل تفاصل إدارة البلد وإنما في الأمور التي تهدد أمن الدولة وهي لا تجيز تجاوز القانون انطلاقا من كونه عنوان حفظ النظام”، مؤكدا أن “المرجعية لا تتبنى الدولة الدينية بالمصداق الحاضر في إيران ولا بالمعنى الغربي المنسلخ من الأخلاق وإنما تتبنى دولة لا مدنية بالمفهوم الغربي ولا دينية كإيران بل عراقية خالصة تتناسب مع طبيعة البلد”.
وتخللت الأمسية الرمضانية الختامية عدد من المداخلات والتعقيبات على كلام المحاضرين، وجرى في ختامها تكريم المتحدثين من قبل الشيخ همام حمودي تثمينا لدورهم ومشاركتهم في الموسم الرمضاني الخامس الذي أقامه المعهد العراقي لحوار الفكر خلال الأيام الماضية.